مقالات
الإسم: حياة إبراهيم الياقوت
الجنسية: كويتية

لا زحامَ خانقا، ولا طوابيرَ من المعجبين شبه المُسَرنَمين المتقاطرين من أجل توقيع أو صورة مع المؤلف. لا معرض للكتاب هذا العام. ولعلها فرصة ميمونة لإعادة النظر في خياراتنا القرائية.

حينما كنت صغيرة، في الثمانينيات والتسعينيات، سمعت بمصطلح « أفلام المقاولات »، وهي أفلام ذات قيمة متدنية، هدفها الربح من بيعها على أشرطة الفيديو التي كانت رائجة آنذاك. من الفترة ذاتها أتذكر أيضا مصطلح « الأغنية الهابطة ». ورغم أنني لم أفهم معنى المصطلحين حينها، إلا أنني أتذكرهما جيدا. الغريب أنني أعجز عن تذكر أي أغنية وُصمت بأنها هابطة، أو فِلم صُنف أنه فِلم مقاولات. ولا تفسير لهذا إلا بأحد أمرين: إمّا أنّ ذاكرتي سيئة جدا، وإمّا أن هذه الأفلام والأغاني نُسيت فعلا! والحق أنّي أشتكي من ذاكرتي أحيانا، لكنّ كوني أتذكر مصطلحات معقّدة على دماغ طفلة مثل « الأغنية الهابطة » و »أفلام المقاولات » يعني أن ذاكرتي لا بأس بها، ومسألة عدم تذكري لعناوين الأفلام والأغاني يعني ببساطة أنها أخفقت في أن تحجز لنفسها مكانا في ذاكرتي

الإسم: سليم زروابي
الجنسية: فلسطيني

تركتُ مكتبي في ساعات الأصيل وبدأت بالسير مارًّا بأشجار الكستناء التي تغطي المنطقة المرتفعة وتقع عليها الجامعة التي أعمل بها. كنت أراقب أثناء سيري السناجب وهي تأكل ثمار هذه الأشجار الباسقة وتقفز بينها متجاهلةً وجودي بشكل تام. خرجتُ من بين الأشجار لأصل إلى الشارع العام المؤدّي إلى الحي الذي أسكن فيه، والذي ينحدر بشكلٍ قوي في البداية ومن ثم يستوي على مهل حتى يصل السهل الذي يقع عليه بيتي، كنت استأجرته قبل عدة أسابيع. بعد أن وصلت الشارع العام، امتدّ نظري في اتجاه الشمس داكنة الاحمرار وقد غابت معظمها غارقةً في مياه المحيط الهادئ، ترافقها كوكبة من الغيوم الصغيرة الحمراء كأنها فرقة من حرس الشرف التي جاءت لتودّع نهارًا آخر.